القائمة الرئيسية

الصفحات

الحلي الفضية المغربية التقليدية او "النقرة"، تراث مغربي عريق جعل من تزنيت مدينة الفضة Tiznit Silver City

الفضة او"النقرة" باللهجة المغربية قيمة تاريخية و معنوية و روحية

"الله يعطيك شي نقرة فين يغبر نحاسك" عبارة تعبر عن دعاء تردد على مسامعي منذ الطفولة يدعون به لاجل الفتاة التي تاخر زواجها، و لم اكن افهم لماذا يربطون العلاقة بين زواج الفتاة وهذا المعدن ذو اللون اللامع الرصاصي الممزوج بالأبيض، والذي يميزه بالهيئة الفضية الفريدة، اذ يطلق المغاربة على على كل ما هو مصنوع من معدن الفضة النقية والخالصة  اسم "النقرة"، وهي مفردة امازيغية على الارجح، لان مناطق الجنوب هي اكثر المناطق التي عرفت بصناعة الحلي الفضية، اما كلمة فضة فتطلق على الاواني المعدنية المطلية بالفضة، كما يعتقد البعض ان "النقرة"  تصلح لعلاج مرض الروماتيزم والاعصاب، وتطرد الجن، حتى ان هناك من يعلق الخميسة من الفضة داخل البيت لاعتقاده بانها تطرد الحسد والعين. 
حلي من الفضة تخص مدينة تزنيت

الحلي الفضية المغربية شاهدة على التاريخ

تعتبرالحلي المغربية منذ القدم إرثا فنيا وثقافيا، تناقلته الاجيال على مر العصور، والتزين بالحلي كان ومازال رمزا للأناقة ورفعة الشأن، وهذه الحمولة الثقافية والجمالية تشهد على التمازج التاريخي بين مختلف الحضارات التي تعاقبت بالمملكة. 
وقد برعت يد الصانع التقليدي المغربي بمهارة فائقة واستخدام تقنيات أصيلة، أخرجت تحفا فنية ليس لها نظير حيث استطاع أن يمزج بين التقليدي والحديث لإنتاج مجوهرات سواء الفضية او الذهبية، و تجد محلات بيع الفضة منتشرة في معظم المدن المغربية، خصوصا في اسواق المدن القديمة.
حلي من الفضة تخص مدينة تزنيت

عروس سوس ومدينة الفضة تزنيت

فوز باللقب بدون منازغ

اصبحت مدينة تزنيت، الملقبة بعروس سوس، مدينة الفضة على صعيد المملكة بعد ان انتزعت اللقب من مدينة الصويرة في اخر تنافس لهما، وكان ذلك بعد العناء والجهد  بذله الصناع التقليديون نظرا للشروط التعجزية التي فرضتها لجنة التحكيم منها: 
  • درجات الاحتفاء بالتحف التقليدية الفضية 
  • مدى تماهي الصناع التقليديين مع المادة الخام لإنتاج صاغة تحمل طابع المدينة بخصوصياتها الامازيغية 
وقد توفقت المدينة في ذلك إلى حد كبير لان عدد صاغتها المعتمدين المشهود لهم بالخبرة والحرفية يتجاوز بكثير الباعة في المدينة الذين يكتفون فقط بالمتاجرة  بالتحف الفنية الفضية داخل وخارج المغرب، وهذا التميزجعل المدينة تحمل لقبا تنافست عليه اغلب مدن الجنوب المغربي و التي تنتشرفيها صناعة وتجارة الفضة. 
و بذلك تربع سكان المدينة على عرش الفضة في المملكة وانتزعوا لمدينتهم لقب مدينة الفضة بدون منازع.
تزنيت مدينة الفضة

تزنيت اكبر سوق وطني للفضة

تتميز عن باقي المدن بصناعة الحلي الفضية بأشكالها التقليدية وبتجلياتها الثقافية العميقة،
كما اشتهرت المدينة بقطع فنية تعتبر من اختصاص المنطقة وهي المشبك (تزرزيت) و الأساور الثقيلة، التي ترتديها النساء الأمازيغيات  ولا تستعملها  فقط للزينة و انما كسلاح للدفاع عن أنفسهن، لهذا نجد الأشكال ذات القرون الحادة. 
وقد تحولت المدينة في السنوات الأخيرة إلى اكبر سوق وطني يشتهر بجودة وأصالة المنتوج الفضي ادى الى انتعاش و رواج كبير للمنتجات الفضة  وصناعها، اذ  ان عدد المحلات والأوراش التي تصنع وتبيع الحلي الفضية تجاوز 900 محل، يتوزعون في كل مداخل ومخارج المدينة و القيساريات الشهيرة.
و نخص بالذكر القيساريات العتيقة والحوانيت التي انتشرت بالأحياء العتيقة، و لا ننسى المحلات الحديثة بسوق الباشا والمجازر القديمة بجوار مركب الصناعة التقليدية الذي توجد فيه البازارات المملوءة بتحف فضية غاية في الجمال التي ابدعتها الأيادي الماهرة لنساء ورجال تزنيت الذين يعملون غالبا في منازلهم، كل هذا جعلها تنفرد باحتضان مهرجان "تيميزار للفضة".

مهرجان "تيميزار للفضة"

مهرجان سنوي  شعاره الدائم  "الصياغة الفضية، هوية،إبداع وتنمية"، تنظمه جمعية "تيميزار"، بشراكة مع وزارة الداخلية، وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، جهة سوس ماسة، المجلسين الجماعي والإقليمي لتيزنيت، مؤسسة دار الصانع، وغرفة الصناعة التقليدية بالجهة.

كل موسم معلمة فنية فضية فريدة 

اعتادت ادارة المهرجان ان تقدم في كل دورة مفاجأة ترتبط بمعدن الفضة وهي عبارة عن عمل جماعي يتجسد فيه ابداع انامل الصانع التزنيتي فاخرجوا الى الوجود التحف الفنية التالية.  
اكبر خنجر من الفضة في العالم
  • أكبر خنجرمن الفضة  في نسخة سنة 2013 جعلها  تدخل  إلى موسوعة غينيس العالمية  بلغ طوله ثلاثة أمتار ونصف المتر. 
اكبر قفطان مرصع بالفضة
  • أكبر قفطان في نسخة سنة 2014  يبلغ  طوله مترين،زُيّن بحوالى 2 كيلو من الفضّة، وقد استغرق انجازه مدة 7 أشهر حيث انه يتكون من 80 قطعة صغيرة من الفضّة الخالصة عبارة عن خلالات وبلغة وخنجر وخميسة بالاضافة إلى خمس خلالات زينت صدر الحزام وظهره وأعلى يديه ومجموعة من الاحجار الكريمة "اللوبان الحر " ويبلغ وزنه الاجمالي حوالي 3 كلغ وهو مصنوع من أجود أنواع الاثواب.
اكبر خلالة من الفضة
  • أكبر خلاّلة فضية في نسخة سنة 2015، تسمى" تزرزيت" بالأمازيغية، يبلغ حجمها 2,20 مترا وعرضها 150 سنتيمترا، التي تعتبر أكبر خلاّلة بين نظيراتها في العالم، استغرق تصنيعها مدة سبعة أشهر واستعملت في صياغتها 8,50 كيلوغرامات من الفضة الخالصة.
اكبر باب من الخشب مرصع بالفضة
  • أكبر باب نسخة سنة 2016  المصنوع من الخشب بطول مترين وعرض متر واحد، والذي يحتوي على أكثر من 5 كيلوغرامات من الفضة.
اكبر مفتاح من لفضة
  • أكبر مفتاح فضي في نسخة سنة 2017  مصنوع من الفضة الخالصة، أبدعته أنامل الصانع التقليدي التزنيتي، يبلغ طوله 110 سنتم، وعرضه 35 سنتم ووزنه حوالي 4 كلغ من الفضة.
اكبر تاج امزيغي من الفضة
  • أكبر تاج أمازيغي من الفضة في نسخة سنة 2018 يحمل اسم " تاونزا" باللغة الأمازيغية،مرصع بأحجار كريمة بلغ طوله متر واحد و40 سنتيمترا وعرض مقياسه 32 سنتمترا، وبوزن تجاوز 8 كيلوغرامات من الفضة الخالصة، واستغرق إنجاز هذا المنتوج الفضي مدة تزيد عن 6 أسابيع. 
اكبر حزام امازيغي من الفضة
  • اكبر حزام من الفضة "تاكست ننقرة" في نسخة سنة 2019 و قد بلغ طوله 125 سنتمتر، وعرضه 22 سنتمتر، ويزن ثلاثة كيلوغرام من الفضة، وقد استغرق صنع هذا الحزام الفضي مدة شهرين حيث ، امتزجت فيه تقنيات السلك الفضي، والطلاء الزجاجي والترصيع وتم تزيينه بالنقود المغرببة القديمة كالكرش و ربع الحسنى والريال الحسنى.

تزنيت مدينة سياحية

بهذا الانجاز الكبير و ما تزخر به المدينة الامازيغية  من مؤهلات سياحية هائلة وفنادق تقدم خدمات راقية لزبنائها، تحولت الى وجهة سياحية بامتياز، و نخص بالذكرالمآثرالتاريخية التي تشمل السور الكبير والأبواب الخمسة والأبراج الستة والخمسين  والقصبة  "قصبة أغماج " ومئذنة المسجد الأعظم وسوق الفضة...
و لا ننسى شواطئها النظيفة والشاسعة وفضاءاتها الخضراء المتعددة بمزارعها التقليدية وأشجار الزيتون والخروب والنخيل و العين الزرقاء وعيون أخرى حافظت على طابعها التقليدي المتمثل في السواقي وقنوات الجرالمائي.
كما انه لا يمكن لاي سائح سواء من المغاربة او الاجانب، زار تزنيت و تجول في اسواقها ان لا تجلب انتباهه تلك البزارات التي تزخر بمختلف منتجات الصناعة التقليدية التي ابدعتها يد الصانع التقليدي التزنيتي، و من ابرز ما تعرض في هذه البزارات حلي الفضة او النقرة.

اعزائي الزوار اشكركم لزيارة لموقعنا وقراءة هذا المقال و اتمنى ان تزوروا هذه المدينة الجميلة و ان تتعرفوا عليها عن قرب.
للحجز المسبق في الفنادق اضغط هنا


للاطلاع على اخر مستجدات فيروس كورونا في المغرب اضغط على الرابط التالي


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات